كيف يمكن للشركات الرقمية أن تحفز توطين الوظائف في الإمارات

يعد توطين الوظائف في الإمارات مبادرة أساسية تهدف إلى زيادة مشاركة المواطنين الإماراتيين في القوى العاملة، تحديداً في القطاع الخاص. يعزز هذا المسعى النمو الاقتصادي المستدام ويساعد في بناء مجتمع مزدهر يعتمد على نفسه. ومن إحدى الطرق الرئيسية لتحقيق أهداف التوطين هي من إقامة فعاليات للشركات التي تربط الباحثين عن عمل بأصحاب العمل المحتملين وتوفر فرصاً لتنمية المهارات والتواصل. في هذا العصر الرقمي، يمكن للعديد من الشركات أن تلعب دوراً حيوياً في دعم جهود التوطين من خلال تحويل الفعاليات المهنية إلى منصات يُسهل للقوى العاملة الإماراتية الوصول إليها.

في هذا المقال، سنكشف لكم عن كيف يمكن للوكالات الرقمية أن تتعاون مع الجهات الحكومية والمؤسسات التعليمية وأصحاب العمل لإنشاء حلول مبتكرة تدفع عجلة توطين الوظائف في الإمارات.

كيف يمكن للشركات الرقمية أن تحفز توطين الوظائف في الإمارات

فهم احتياجات القوى العاملة الإماراتية

لتطوير حلول رقمية ناجحة للفعاليات المهنية، من الضروري فهم الاحتياجات والتحديات التي تواجهها القوى العاملة الإماراتية. يعد تحديد المهارات والصناعات الأساسية التي يمكن للمواهب المحلية أن تزدهر فيها خطوة أولى أساسية في مواءمة المبادرات الرقمية مع أهداف التوطين. على سبيل المثال، توفر قطاعات مثل التمويل والسياحة والرعاية الصحية والتكنولوجيا فرصاً واعدة للموظفين الإماراتيين.

غالباً ما يواجه الإماراتيون الباحثون عن عمل تحديات في العثور على عمل مناسب بسبب عدة عوامل من أهمها الشبكات المهنية المحدودة ونقص الخبرة العملية والمنافسة من جانب القوى العاملة الوافدة. يمكن للوكالات الرقمية معالجة هذه التحديات من خلال صياغة حلول لا تربط المواهب الإماراتية بأصحاب العمل المحتملين فحسب، بل تعزز أيضاً تنمية المهارات والتواصل وفرص التوجيه والإرشاد.

الاستراتيجيات الرقمية المبتكرة للفعاليات المهنية

يمكن للوكالات الرقمية الاستفادة من الاستراتيجيات والتقنيات المختلفة لتعزيز الفعاليات المقامة في معرض توظيف – أبوظبي.

بعض هذه الأساليب المبتكرة تشمل:

الفعاليات المهنية الافتراضية والهجينة

  1. فوائد وتحديات الفعاليات الافتراضية: توفر الفعاليات المهنية الافتراضية فوائد عديدة، مثل توفير التكاليف وزيادة سهولة وصول الباحثون عن عمل بأصحاب العمل. ومع ذلك، فإنها تشكل أيضاً تحديات فيما يتعلق بالحفاظ على مشاركة الحاضرين وتكرار تجربة التواصل وجهاً لوجه. يجب على الوكالات الرقمية تطوير استراتيجيات تعالج هذه التحديات بشكل فعال مع التركيز على فوائد الفعاليات الافتراضية.
  2. استراتيجيات إنشاء تجارب جذابة عبر الإنترنت: يمكن للوكالات الرقمية استخدام أدوات تفاعلية مثل المحادثات المباشرة وغرف الاجتماعات الافتراضية وجلسات الأسئلة والأجوبة لتسهيل التواصل بين الباحثين عن عمل وأصحاب العمل. يمكن أيضاً دمج عناصر أُخرى لزيادة التفاعل، مثل الاختبارات و لوائح المتصدرين التنافسية وما إلى  ذلك.

الفعاليات المهنية المخصصة

  1. تصميم محتوى الحدث ليناسب صناعات ومهارات محددة: لجعل الأحداث المهنية أكثر أهمية وقيمة بالنسبة للإماراتيين الباحثين عن عمل، يمكن للوكالات الرقمية إنشاء تجارب مخصصة من خلال تنظيم محتوى الفعالية بناءً على اهتمامات المشاركين ومهاراتهم وتخصصاتهم. يضمن هذا النهج حصول الباحثين عن عمل على معلومات وفرص مخصصة تتوافق مع أهدافهم المهنية.
  2. تنسيق الأنشطة المخصصة لتحقيق أقصى قدر من المشاركة: يمكن للشركات الرقمية أيضاً إنشاء مجموعة أنشطة مختلفة، مثل ورش العمل وحلقات النقاش والجلسات الفردية، للحفاظ على مشاركة الحاضرين وتوفير فرص متنوعة للتعلم والتواصل.

وسائل التواصل الاجتماعي والتسويق بالمحتوى

  1. رفع مستوى الوعي حول الأحداث المهنية من خلال الحملات المستهدفة: يمكن للوكالات الرقمية الاستفادة من وسائل التواصل الاجتماعي وتسويق المحتوى لزيادة الوعي حول الفعاليات المهنية وأهميتها وتحفيز المشاركة بين المواطنين الباحثين عن عمل.
  2. الاستفادة من وسائل التواصل الاجتماعي لربط الباحثين عن عمل من الإماراتيين بأصحاب العمل: يمكن أن تكون منصات التواصل الاجتماعي أيضاً بمثابة أدوات تواصل قيمة تربط الباحثين عن عمل بأصحاب العمل المحتملين قبل وأثناء وبعد الفعاليات المهنية. يمكن للوكالات الرقمية إنشاء هاشتاقات مخصصة للفاعلية وتسهيل المناقشات عبر الإنترنت التي تمكن المشاركين من التفاعل مع بعضهم البعض وتبادل خبراتهم.

التعاون مع الحكومة والمؤسسات التعليمية

الشراكة مع الجهات الحكومية لدعم أهداف التوطين

لدعم جهود توطين الوظائف بشكل فعال، يجب على الوكالات الرقمية التعاون مع الجهات الحكومية المسؤولة عن قيادة هذه المبادرة. ومن خلال مواءمة أهدافها واستراتيجياتها، يمكن للوكالات الرقمية والهيئات الحكومية إنشاء نهج أكثر تماسكاً للفعاليات المهنية، مما يضمن تلبية احتياجات القوى العاملة الإماراتية والمساهمة في تحقيق الأهداف الوطنية.

التعاون مع المؤسسات التعليمية لتنمية المهارات

يمكن للوكالات الرقمية أيضاً التعاون مع المؤسسات التعليمية لتطوير برامج وورش عمل لبناء المهارات مصممة خصيصاً لتلبية احتياجات الباحثين عن عمل من المواطنين. يمكن دمج هذه البرامج في الفعاليات المهنية، مما يوفر للمشاركين فرصاً لتعزيز مهاراتهم وقابليتهم للتوظيف. بالإضافة إلى ذلك، يمكن للمؤسسات التعليمية المساعدة في تحديد اتجاهات ومتطلبات الصناعة الناشئة، مما يسمح للوكالات الرقمية بتكييف محتوى الأحداث الخاصة بها وفقاً لذلك.

تسهيل التدريب الداخلي والإرشاد وفرص التدريب أثناء العمل

من خلال الشراكة مع أصحاب العمل، يمكن للوكالات الرقمية توفير فرص التدريب أثناء العمل للمواطنين الإماراتيين الباحثين عن عمل الذين يحضرون الفعاليات المهنية. ولا تساعد هذه الفرص المشاركين على اكتساب خبرة عملية قيمة فحسب، بل تمكنهم أيضاً من إنشاء شبكات مهنية، مما يزيد من فرصهم في الحصول على عمل دائم.